أيها القارئ الكريم تذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل وتأمل في الآيات التي مرت بك ، والمواقف التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الكرام في السراء والضراء ، والرخاء والشدة...
تأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع من قضاها ؟
من هم طلابه الذين أخذوا العلم عنه عليه السلام ؟
من هم جنده الذين حارب بهم أعداءه عليه السلام ؟
من هم جلساؤه الذين يشاورهم عليه السلام ؟
من هم الذين يأكل معهم ويشرب ويأنس بهم ويفرحون به عليه السلام ؟
من هم الذين يصلون خلفه ويستمعون مواعظه وخطبه عليه السلام؟
من هم الذين يزورهم ويزورونه عليه السلام؟
من هم الذين ينفقون أموالهم بين يديه عليه السلام؟
من هم الذين يبذلون أرواحهم رخيصة بين يديه عليه السلام؟
من هم الذين نقلوا القرآن عنه عليه السلام؟
من هم الذين تحملوا الرسالة وبلغوها عنه عليه السلام؟
من هم الذين صحبهم وصحبوه وعاش معهم وبعد أن قضى حياته مات بينهم عليه السلام وصلوا عليه، وحزنوا على فراقه عليه السلام، ونالوا أجر مصيبتهم في فقده كما نالوا أجر العيش معه عليه السلام.
وبعد.
لقد ذكر الذين وفقهم الله للتوبة من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن فيهم ما حصل لهم من طمأنينة ولذة عيش وأنهم شعروا حقيقة لذة الإيمان.
وكيف كانت حالهم قبل توبتهم وبعدها.
عاشوا حقيقة قوله تعالى : ( وَلا تجْعَلْ فى قُلُوبِنَا غِلاّ لِّلّذِينَ ءَامَنُوا رَبّنَا إِنّك رَءُوفٌ رّحِيمٌ ) ارتفع الغل من قلوبهم ، أحبوا آل البيت الأطهار وسائر الصحابة الكرام ، والجمع بين محبة آل البيت والصحابة عين الصواب وبه يجتمع شتات القلب ويشعر المؤمن بالسعادة والطمأنينة ويأتي - بإذن الله تعالى- يوم القيامة بقلب سليم.
فاحرص على سلامة قلبك، وانزع ما فيه من غلٍ "وكراهية " للمؤمنين عامة ، وللصحابة ومنهم آل البيت على وجه الخصوص الذين فازوا بفضل الصحبة وحق القرابة.
اللهم ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.